التخطي إلى المحتوى الرئيسي
بحث هذه المدونة الإلكترونية
بقلم الاديبه. عبير صفوت...رَحِيل أُمِّي نَاتِجٌ الْمَرَض بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت يَسْكُن إِلَيْهَا ، يَسْرد لعيونها الْحَبّ ويتباهي بِجَمال الْوُجُودِ فِي نَظَرْتُهَا ، ينتابني الذُّعْر أَجْهَر : أَيْن أَنَا يَا أُبَيّ ؟ ! مِنْ كُلِّ ذَلِكَ . تَزْدَاد الرِّيح وينجرف التَّيَّار ، يتمسكا بِبَعْضِهِمَا وَسَط الزُّبْد ؛ تترنح بِهِمَا الْأَمْوَاج ، تتملكني الْغَيْرَة ويجمهر قَلْبِي زاعقا : بِاَللَّهِ عَلَيْك يَا أُبَيّ أَنَا هُنَا . يُخْتَصَر الزَّمَن الْمَسَافَات ، يجرخا سَوِيًّا مِنْ لَبَّ الْبَحْر ، يَمُرُّون بهيئتي مُرُور الْكِرَام ، اِشْتَم رَحِيقٌ أُمِّي ونضوج الرُّمَّان بِحَدِيقَة وَجْهِهَا واتعرف عَلِيّ قَنَاعَةٌ أَبِي فِي عَطَاءِ الْحَبّ ، كُلِّ الْعَالَمِ مُحِبٌّ ، سَقَط اسْمِي مِن رَمْزِيَّة الْوُجُود ، وَصَنَّف اخْتِيَارِيّ وَحَيْدَة مُجَرَّدَةً مِنْ الذَّكَرِ . حَنَانٌ مُتَضَاعِفٌ ، ضحكات متواصلة ، أَوْقَات سَعِيدَة ، وَأَنَا هُنَا قَبْلَ الْبَحْر ، تتجمع الذِّكْرِيّ وتنفك ، يتماسك السَّرَاب ويطيح النُّور بالتلاشي ، اصرخ وَاقْبِض عَلِيّ الْهَوَاء : بِاَللَّهِ عَلَيْك يَا أُبَيّ لَا تَهْرَبُ . تُقَنِّعَنِي جَدَّتِي الَّتِي لَمْ تَغْرُبْ عَنِّي لَحْظَة : كَان رَحِيل أُمِّي نَاتِجٌ الْمَرَض ، لَيْسَ لِأَبِي عِلاقَة بالكدمات وَالْجُرُوح الَّتِي مَاتَتْ عَلِيّ أَثَرُهَا . يَتَجَسَّد الْحُضُورُ مِنْ الْمَارَّةِ ، بِنَظَرَات السُّخْرِيَة وَالشَّفَقَة بِحَالِي ، عِنْدَمَا أَحْمِل صُورَة أَبِي الَّوْح بِهَا لِلْأُفُق مِنْ هَذَا ؟ ! تَرِبَت جَدَّتِي بمكنبي ، عِنْدَمَا تَرَانِي بجسدي النَّحِيل اِرْتَعَش ، كِيان هَزِيلٌ مستلقي يَسْتَسْلِم لِلْعَالِم فَوْقَ كُرْسِيٍّ مُتَحَرِّك .....
المشاركات الشائعة من هذه المدونة
جميل ورائع
ردحذف